الطبقات الاجتماعية في العصر العتيق

مقالة بعنوان

الطبقات الاجتماعية في العصر العتيق

بقلم /
محمدعبدالرازق محمودعطية
حاصل على ليسانس الآداب
جامعة عين شمس
قسم الحضارة الأوربية

عندما تم اكتشاف المقابر المحيطة بمدينة منف و التي تنتمي إلى عهد الأسرتين الأولى و الثانية ، وُجدت مقابر في سقارة مزودة بكل أثاث و ضروريات الحياة المتحضرة المترفة و هي مقابر الأمراء و كبار الأشراف ، و عبر النهر في حلوان توجد مقابر مشابهة لمقابر الأمراء و لكنها أقل منها حجمًا و هي مقابر الأشراف و الموظفين ، و على النواحي الجانبية المحيطة بمقابر الأمراء تم العثور على مدافن لطبقة الصناع و قد أحيطت جثث أصحابها بعناية مع وجود المأكل و المشرب و اللوازم الضرورية لحرفهم المختلفة (1) .
في مقابل ذلك نجد في القرى مقابر تتكون من حفرة قليلة العمق و بناء علوي مستدير و أثاث جنائزي متواضع ، و هذه كانت بالطبع مدافن الفلاحين و من خلال هذا نستنتج أنه كان يوجد في مصر طبقتان هما : الطبقة العليا و كانت تضم أفراد الأسرة المالكة و كبار رجال الدولة و الموظفين و الصناع ، و الطبقة الدنيا و كانت تضم الفلاحين و إذا افترضنا أنه كان يوجد عمال في المناجم و رجال يخدمون في الجيش فمن الممكن أن نضم هؤلاء أيضا إلى الطبقة الدنيا . و يرى والتر إمري أنه في نهاية الأسرة الثانية حدث امتزاج بين الطبقتين نتج عنه فيما بعد الطبقة الوسطى التي أصبح لها دور هام طوال عهد الفراعنة (2) .

و عندما نتحدث عمن كانوا يشغلون الطبقة العليا و الطبقة السفلى فمن البديهي أن يكون كبار الموظفين في الطبقة العليا مثل الكهنة نظرا لأهميتهم الدينية و لاعتماد الملك على الجانب الديني في تثبيت دعائم حكمه و الحفاظ على وحدة القطرين و حكام الأقاليم نظرا لأهيتهم في إدارة شئون البلاد و رجال القصر الملكي نظرا لاعتماد الملك عليهم في شئون حكمه و طبعا من البديهي أن صغار الموظفين و عامة الشعب هم من كانوا يشغلون الطبقة الوسطى .











(1) والتر إمري ، مصر في العصر العتيق ، ص93 .
(2) المرجع نفسه ص93 .