محاضرات مادة مدخل إلى تاريخ و حضارة مصر القديمة الأولى لدكتور / أنور سليم الأولى

مدخل إلى تاريخ و حضارة مصر القديمة د/ أنور سليم

حجر رشيد :_ و يرجع اكتشافه إلى عصر بطلميوس الخامس و هو الأساس الذي من خلاله تم التعرف على كل الغموض في الحضارة المصرية القديمة .

و قد تم اكتشافه عام 1797م عند مجيء الحملة الفرنسية في قلعة سان جوليان .

و قد قام شمبليون عام 1822م بفك رموزه و وجد أنه مكتوب بثلاث لغات هي الخط الهيروغليفي و هو الخط المقدس و الخط الهيراطيقي و الخط الديموطي و هو اللغة العامة للشعب و أيضًا باللغة اليونانية لغة الحكام .

و كان النقش الموجود على هذا الجزء عبارة عن شكر و امتنان من جانب الكهنة للملك بطليموس الخامس على إعفائهم من الضرائب و كان توماس يانج أول من اكتشف أن أسماء الملوك تكتب داخل خرطوش ثم قام شمبليون بتكملة هذه الدراسات و قد كان يعلم جيدا الخط القبطي و اللغة اليونانية و عن طريق المقارنة استطاع التوصل إلى أن اللغة تكتب بنقط .

مقومات الحضارة المصرية :

1) البيئة التي حبى الله مصر بها فهي تقع في موقع متوسط و يحدها من الشمال البحر المتوسط و من الجنوب السودان و من الشرق البحر الأحمر و من الغرب ليبيا .
و تحتوي مصر على نهر النيل و هو أساس الحضارة و تتوافر فيه المياه التي ساعدت على قيام الزراعة .
و الصحراء الشرقية و التي تحتوي على معدن الذهب و كذلك الصحراء الغربية التي تحتوي على محاجر الجرانيت .
و قد ساعدت هذه البيئة الصالحة على قيام التجارة و الصناعة و الزراعة .
و من أهم مقومات الحضارة المصرية القديمة هو الإنسان المصري الذي بدونه لم تكن لتستغل هذه المقومات و الذي استطاع بالعلم أن يبني هذه الحضارة التي استمرت حتى عهد محمد علي .

تقسيمات التاريخ المصري القديم :
أشهر ما كُتِبَ عن تقسيم ذلك التاريخ هو ما كتبه المؤرخ مانيتون في عهد الملك بطليموس الثاني حيث قسم ذلك التاريخ إلى 30 أسرة قامت بحكم مصر و اعتمد في تقسيمه على رابطة الدم أي أن كل أسرة كانت وثيقة الصلة ببعضها البعض .

و قد قسمه مانيتون على النحو التالي :

1) عصور ما قبل التاريخ .
2) عصر الأسرات المبكر أو العصر العتيق و يشمل الأسرتين (1 ، 2)
3) عصر الدولة القديمة و يشمل الأسرات (3 ، 6)
4) عصر الاضمحلال الأول أو عصر اللالمركزية الأولى و يشمل الأسرات (7 ، 10)
5) عصر الدولة الوسطى و يشمل الأسرات (11 ، 12)
6) عصر الاضمحلال الثاني و يشمل الأسرات (13 ، 17)
7) عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية و يشمل الأسرات (18 ، 20)
العصر المتأخر و يشمل الأسرات (21 ، 30)

أما بالنسبة للتقسيم الحديث فقد قام المؤرخون المحدثون بتقسيمه إلى دول تتضمن أسرات و هي عبارة عن عصور ما قبل التاريخ و معرفة الكتابة و انتشرت فيها حضارات البداري و جرزة و كانت آخر الأسرات الأسرة صفر ،

و يعتمد التاريخ المصري على مراحل للضعف و أخرى للازدهار .

• اهتمام المصري القديم بالعلم و الثقافة :
1) إله العلم
2) المدرسة
3) بتاح شبسس
4) قار
5) وني
6) مرحلة البحث العلمي
7) تحتمس الثالث

إله العلم : اهتم المصري القديم بالعلم بشكل شديد بكافة أنواعه و كان إله العلم هو المعبود جحوتي أي العالم الحكيم (لسان المعبودات و مترجم اللغات السفلى و هو حاليا شعار كلية الآثار بجامعة القاهرة .
المدرسة : و كان يتم تقسيم هذه المرحلة إلى المدرسة و مرحلة البحث العلمي أي (الجامعة حاليا) مثل الطب و الهندسة و الكيمياء و الفلك و من أشهرها جامعة (منف _ طيبة _ أون)
بتاح شبسس: (الأسرة الرابعة) فمنذ عصر الدولة القديمة و عهد الملك خفرع بدء تساوي تعليم الملوك و تعليم كبار رجال الدولة و أصبح كبير الكهنة صهر الملك شبسكاف .
قار :_الأسرة السادسة) : و كان حاكم إقليم إدفو الإقليم الثاني من أقاليم مصر العليا و قد ذكر في مقبرته المنحوتة في إدفو أنه تلقى تعليمه في القصر الملكي و عندما أنهى دراسته أرسله الملك لإدفو ليصبح حاكما لها .

وني :_ (قائد الجيش) :_ عاش في الأسرة السادسة و كان حاكمًا لإقليم أبيدوس و عينه الملك بعد تلقيه تعليمه في القصر الملكي في العاصمة منف و عهد الملك ببي الأول إلى وني قيادة الجيش في مصر .
و قد أوصله العلم إلى عدة مناصب منها حاكم ، و قائد جيش و أثناء محاولة اغتيال الملك ببي الأول قام الملك بتعيينه قاضيًا فيها .

مرحلة البحث العلمي :_ أشهر الجامعات أون و جاء فيثاغورث للدراسة فيها .

تحتمس الثالث :_ هو رجل الحرب و الإدارة قاد سبعة عشر حملة لتوطيد نفوذ مصر و هو أول من قسم الجيش إلى قلب و جناحين و هو أول من شن الحرب الخاطفة و أول من درس ساحة المعركة و أول من وضع خططًا جيدة في الحروب .
و هو الملك الذي انتصر على أمير قادش في معركة مجدو الشهيرة و كان يصطحب في حملاته العديد من العلماء في مختلف االمجالات أما في مجال الإدارة فقد عمل على اصطحاب أبناء حكام الأقاليم و تعليمهم داخل القصر الملكي حتى يضمن ولائهم له و بالتالي ولاء كافة أقاليم الدولة للقصر الملكي .
ثم قام بعمل علاقات وطيدة مع أمراء بعض الدول المجاورة لتثبيت دعائم ملكه و كان يعامل الأسرى معاملة حسنة و كان يجعلهم يقومون بتعليم المصريين لغتهم مقابل فك أسرهم كما علم أبناء الحكام الأجانب اللغة المصرية القديمة .
و قد تلقب بـ(نابليون مصر القديمة)

رسائل تل العمارنة :_
هي مجمموعة من الرسائل تم اكتشافها باطنيًا و قد كتبت بالخط المسماري على ألواح من الطين و هي عبارة عن مراسلات بين ملوك مصر و الملوك الأجانب و كان جزء منها مكتوب بالهيروغليفية و قد كتبت بالخط المسماري لأنه كان لغة السياسة الدولية في هذه الفترة . و كان جزء منها للتعليم محفوظ بدار المحفوظات بتل العمارنة و كانت الرسائل توضع داخل صندوق من الطين المحروق و يكتب عليها اسم الملك و كان يحملها الرسول من مصر إلى بلاد الشرق الأدنى و كان هناك مجموعة من المترجمين لقراءة هذه النصوص و وجد بعض النصوص التعليمية لترجمة النصوص المصرية إلى المسمارية و العكس .

في عصر الرعامسة :

بردية لانسنج : و هي تعتبر خطاب تعليمي يتم المقارنة فيها بين مهنة الكاتب و باقي المهن الأخرى كما يوجد بها مزايا مهنة الكاتب و الصعاب التي يواجهها باقي الوظائف .
قام بسماتيك الأول أحد ملوك الأسرة الـ26 بتعليم المصريين اللغة الإغريقية .

تقسيمات التاريخ المصري القديم :
• ملامح الدولة القديمة
• علاقات مصر التجارية في عصر الأسرتين 4 ، 5
• بداية العلاقات التجارية
• عصر الأسرة الرابعة : الملك سنفرو

علاقات مصر التجارية في عصر الأسرتين 4 ، 5 :
علاقة مصر بالدول الأخرى كانت إما سلمية كالتجارة مع آسيا أو سوريا ، لبنان ، بنت ، النوبة ، ليبيا أو حربية .
منذ عصور ما قبل التاريخ هناك علاقات تجارية لمصر مع النوبة و آسيا و قد كان أول ملك من الأسرة الرابعة قام بعلاقات تجارية هو سنفرو ابن الملك حوني و قد شيد في عهده هرم ميدوم (حوني) ، هرمين في دهشور ، هرم سيلا في الفيوم و كانت كثرة بناء الأهرامات في عصره تدل على قوة الحكومة المركزية و ثبات الاقتصاد و الحياة السياسية و الاجتماعية و قد بدأت علاقات مهمة في بلاد الشام (سوريا ، لبنان) و الدليل على ذلك حجر بلرمو و يشير إلى علاقات تجارية مع لبنان حيث أشار إلى إحضار 40 سفينة بأخشاب الأرز لفقر مصر من الأخشاب فلم يوجد بها سوى خشب الجميز الذي كان يتميز بضعفه و قد قامت البعثة التي ذهبت لإبرام الصفقة التجارية كان بينهم مبعوث ملكي لإبرام الصفقات و كان يقوم بتبادل المنتجات المصرية بالأخرى و تشير الأمور إلى أن الملكان خفرع و منكاورع سارا على نفس نهج الملك سنفرو و قد كانت أقوى العلاقات التجارية مع االنوبة في الأسرة السادسة .

تمت بحمد الله










المحاضرة الثانية

الأسرة الخامسة :
الملك أوسر كاف :_
هو أول ملوك الأسرة الخامسة و تزوج من حنت كاوس ليصبح جلوسه على العرش شرعيا و قد حكم سبع سنوات فقط .
و ما يؤثر في عهده ما ذكره حجر بلرمو من تشييده المعابد في مختلف بلاد مصر مثل بوتو في الدلتا لأجل عبادة الإلاهة حتححور .
بدأ علاقاته مع جزر بحر إيجة و الدليل على ذلك اكتشاف ممجموعة من الأواني في إحدى الجزر تحمل اسم الملك أوسر كاف . و يذكر حجر بلرمو أنه أرسل حملة إلى بلاد بنت و أن تلك البعثة عادت و معها بضائع كثيرة من البخور و الذهب و اللبان الحر و الصموغ لطقوس المعابد و ضرورات التحنيط و المعادن و الأحجار شبه الكريمة و العاج و بعض الأخشاب الثمينة لصناعة الحلي و أدوات الترف و ربما استوردت عن طريقها أقزاما و جلود الفهود و البخور في مقابل مبادلة أهلها بالمصنوعات المصرية التي تتراوح بينهم و ترضي أذواقهم .

الملك ساحو_رع :
هو ثاني ملوك الأسرة الخامسة حكم بعد الملك أوسر كاف و قد استمر حكمه لمدة أربعةعشر عاما و كان أول ملوك الأسرة الخامسة الذين اختاروا منطقة أبوصير ليبنوا فيها أهرامهم و قد بنى هرمه على بعد مسافة غير كبيرة من هرم أوسر كاف .
و نعرف من بقايا النقوش التي كانت تغطي جدران معبدي ساحورع و الطريق الموصل بينهما كثيرا من نشاط هذا الملك خاصة في ميدان الحرب إذ تعرضت مصر في أيامه إلى غزو من ناحية الغرب عندما جاءت بعض القبائل الليبية و معها زعماؤهم و نساؤهم و حيواناتهم ليهاجموا الدلتا و يستقروا في وادي النيل فهزمهم ساحورع .
و نعرف من خلال نقوش معبده في أبوصير أنه أنشأ أسطولا إلى سواحل فينيقيا و لم يقتصر نشاطه على غربي مصر و على الساحل الفينيقي بل أرسل حملة أخرى نحو الجنوب إذ ترك رئيسها اسم ملكه منقوشًا على أحد الصخور التي على مقربة من شاطيء النيل عند توماس ففي بلاد النوبة .
كما نعرف من حجر بلرمو أنه أرسل حملة إلى بلاد بنت و ههي المنطقة التي تشمل الشاطئين الأفريقي و الأسيوي أي الصومال و أريتريا و جنوبي بلاد الغرب من ناحية أخرى و أن تلك البعثة عادت و معها بضائع كثيرة من البخور و الذهب و عدد غير قليل من أعواد الأخشاب التي كان يهتم بها المصريون .

الملك جد_ كا رع اسسي :
هو أحد ملوك الأسرة الخامسة و قد حكم عهدًا طويلاً لم يقل عن ثمانية و عشرين عامًا .
كان ملكاً قوياً و حاول أن يحد من نفوذ كبار رجال الدولة بإنشاء منصب حاكم للجنوب لكن هذه السياسة لم تؤت ثمارها .
اهتم ذلك الملك بتأمين الحدود و استغلال المناجم و المحاجر فأرسل حملة إلى بلاد بنت لاستيراد الأقزام الذين يستخدمون في الصناعات الدقيقة و الرقصات الإلاهية و لإضافة البهجة على نفس الملك .
و قد عرفت هذه العلاقات من مصدر متأخر و قد عرفنا من تاريخ حياة حرخوف (حاكم أسوان) في الأسرة السادسة و الذي قام بأربع حملات إلى بلاد النوبة أنه عاش في عهد هذا الملك أحد قادة السفن يسمى (باور دد) استطاع الحصول على قزم حي فكافأه الملك و أغدق عليه الهدايا الكثيرة و قد كتب حرخوف هذا عن علاقة جد كا رع مع بلاد بنت .

الملك أوناس :
هو آخر ملوك الأسرة الخامسة و قد استمر حكمه لمدة ثلاثين عامًا .
و ترجع شهرة أوناس إلى ذلك التجديد الذي أحدثه إذ أن مجموعة النصوص الدينية الشهيرة باسم (نصوص الأهرام) أصبحت تكتب على جدران أهرامات الملوك من الداخل بل و بعض الملكات و قد أمدتنا هذه النصوص بالكثير من المعلومات الهامة عن عقائد المصريين .
أقام الملك أوناس علاقات تجارية مع آسيا و المصدر الطريق الصاعد الذي يربط بين معبد الوادي و المعبد الجنازي و سجل المراكب القادمة من آسيا .

الأسرة السادسة :
أهم ملوكها :_ تتي ، ببي الأول ، مري ان رع الأول ، ببي الثاني ، مري ان رع الثاني .

أهم كبار رجال الدولة :
القائد وني : بدأ حياته في عهد الملك تتي أول ملوك الأسرة السادسة و تربى مع أبناء الملوك من الأمراء و الأميرات و تلقى تعليمه معهم داخل القصر و كان المصدر لذلك السيرة الذاتية الخاصة به المسجلة على واجهة مقبرته بأبيدوس .

و يذكر باقي تاريخ حياته في عهد الملك ببي الأول فيذكر محبة الملك له و ثقته فيه إذ أسند إليه وظيفة كبرى في القضاء هي (قاضي نخن) و وصلت ثقة الملك فيه أنه جعله يحقق في مؤامرة لاغتيال الملك ببي الأول من إحدى زوجاته و ابنها و قام وني بالتحقيق مع الملكة و ابنها و عقابهما و كان نتيجة هذا تزوج ببي الأول ابنتي حاكم أبيدوس خوي عنخ ان اس الأولى و أنجب منها مري ان رع و عنخ ان اس الثانية و أنجب منها ببي الثاني .
و قد عهد الملك ببي الأول أيضًا إلى وني بتكوين جيش قوي لمحاربة الأسيويين من جميع بلاد الوجه القبلي و كذلك من أفراد القبائل التي تعيش في النوبة و كانت هذه أول مرة يقوم فيها أبناء النوبة بالالتحاق بالجيش ثم قام بالحرب في آسيا و كان وني هو قائد هذا الجيش و استطاع أن يضم مستعمرات مصرية داخل آسيا .
و كانت آخر أعمال وني في عهد ببي الأول هي حملاته على فلسطين .

في عهد الملك مري ان رع :
عينه الملك مري ان رع حاكما على الصعيد كله (حاكم الوجه القبلي)
أقام وني علاقات ودية مع النوبة و اتخذ من قبائل النوبة جنودًا في الجيش المصري .
و قد كلف وني مجموعة من حكام الإقليم الأول (أسوان) عمل حملات استكشافية إلى النوبة لاكتشاف مجاهل الطرق النوبية و عمل تجارة معهم و الحصول علة منتجاتهم .

تمت بحمد الله























االمحاضرة الثالثة
الثورة الاجتماعية الأولى



































المحاضرة الرابعة
عصر الانتقال الأول : هو بين مرحلتين مزدهرتين هما الدولة القديمة و الوسطى و يسمى أيضا العصر الإقطاعي نتيجة لانتشار الصراعات المحلية بين حكام الأقاليم كما يسمى العصر الإهناسي نسبة إلى إهناسيا التي كانت العاصمة في ذلك الوقت .

ملامح هذا العصر : بعد نشوب أو قيام تلك الثورة الشعبية التي حدثت في أواخر الأسرة السادسة و تحديداً في عهد الملك ببي الثاني آخر ملوك تلك الأسرة و ما أعقب تلك الثورة من تحولات أو تغييرات في البنية الطبقية للمجتمع المصري و ظهور طبقة جديدة لا تعتز بحسب أو نسب بقدر ما تهتم بالمجهود الفردي و بعد أن تغير الشكل الإداري للدولة جذريا فبعد أن كانت الإدارة تتميز بالمركزية في يد الملك و وزيره ظهرت في تلك الفترة نوعًا ما من الإدارة المحلية الخاصة بكل إقليم من أقاليم مصر فأصبح حاكم الإقليم يمثل ملكا على إقليمه حتى أنه في بعض الأحيان يقومون بتقديسه داخل إقليمه و كان هذا الحاكم يقوم بإدارة الإقليم إدارة كاملة من حيث جمع الضرائب و قطع الأحجار و كل ذلك في النهاية يصب في مصلحته و هذا دليل على انهيار الإدارة المركزية بشكل كامل و أن ما بقي منها في منف ظل اسمياً فقط ثم بعد ذلك تأسست الأسرات المحلية و يشمل ذلك الأسرات السابعة و الثامنة و كذلك التاسعة و العاشرة .
• الأسرة السابعة : كما قلنا قبل ذلك أن تلك الأسرات تكونت على يد الحكام المحليين لبعض الأقاليم فنجد أن هذه الأسرة طبقًا لما قاله مانيتون تتكون من سبعين ملكا لم يحكموا إلا سبعين يوما و بعض العلماء يشككون في وجود تلك الأسرة و بعضهم يذكر أن تلك الأسرة حكمت حوالي سبع سنوات و قد ذكرت بعض المراجع أسماء لملوك هذه الأسرة مثل نفركارع (الثاني) ، جدكارع شماس ، نفر كا مين .....إلخ
• الأسرة الثامنة : فهي ليست معروفة إلا من خلال القوائم الملكية لأن مانيتون اكتفى لهذه الأسرة بإعطاء العدد الإجمالي لملوكها دون أن يسميهم و هم (18 ملكا) و قد رأى بعض العلماء أنه في بداية تلك الأسرة تجمع سبعة من كبار حكام الأقاليم الجنوبية لمصر العليا في مملكة مستقلة حول حاكم إقليم (قفط) و أنه لم تستمر الأسرة في الحكم أكثر من (12عاما) و من أشهر ملوك هذه الأسرة القفطية المكونة للأسرة الثامنة (نفركامين _ آني _ نفركارع السادس ، نفركاو حور) و قد استمرت هذه المملكة الصغيرة المحلية للأسرة الثامنة أكثر من 10 سنوات و بعضهم يرى أنها لم يكن لها وجود على الإطلاق و إنما كان هناك ملوك من منف حكموا فترة زمنية قصيرة في الأسرة الثامنة .
و يبدو أنه اتبعت في تلك الأسرة بعض التقاليد المأخوذة من الدولة القديمة فقد عثر على بقايا هرم للملك (كاي كارع) في سقارة الجنوبية و كان لهذا الهرم معبد جنائزي من الطوب اللبن و لم يعثر على معبد الوادي الخاص بهذا الهرم . و لقد انتهت تلك الأسرة ففي غموض تام .
• الأسرتان التاسعة و العاشرة :
ظهرت هاتان الأسرتان في أهناسيا و قبل الحديث عنهم لا بد أن نشير إلى التقسيمات الإقليمية لمصر إبان تلك الأسرات فنجد في الشمال الشرقي من الدلتا كان يوجد فلول من تسربات القبائل المشاغبة و كانوا يتمتعون بقوة فائقة .
و في منف استمر ما بقي من الملكية القديمة المركزية (اسمية فقط)
و في مصر الوسطى نجد أن حاكم الإقليم العشرين من أقاليم مصر العليا (حيني) حاكم إقليم أهناسيا اتخذ لنفسه لقب ملك مصر العليا و الوجه البحري و سرعان ما أخذ نفوذه و سلطانه يمتدان حتى منف و الفيوم و أسس الحكم الإهناسي و هي الأسرة االتاسعة .
و في الجنوب نجد أن الملوك الذين أصلا كانوا من (منف) قد بعدوا عن مسرح الأحداث بواسطة حكام إقليم طيبة الذين جمعوا الأقاليم الأخرى من حولهم .
و بتلك النظرة إلى التقسيم الإداري لمصر نجد أن مصر قد عادت إلى عصر ما قبل الأسرات يسودها حكام الأقاليم في الشمال و في مصر الوسطى و في الجنوب .
أما السبب في اختيار أهناسيا عاصمة للأسرتين يرجع إلى قربها من منطقة منف (قلب الثورة و الاضطرابات) و عامل ديني أيضًا فقد كانت أهناسيا القديمة من إحدى العواصم الدينية الرئيسية للبلاد و كذلك لأن ملوك تلك الأسرة في الأصل ينتسبون إلى هذه المدينة لذا عملوا على إبراز أهميتها و قد استمرت هاتان الأسرتان أكثر من (120 عاما) .
و أشهر ملوك االسرة التاسعة :_ (خيتي الأول و الثاني ، نفركارع ،نب كارع) و أشهر ملوك الأسرة العاشرة :_ (مري حتحور ، نفركارع السابع ، خيتي الثالث أو الرابع ، خيتي الخامس)
و لقد تحدث مانيتون عن خيتي الأول مؤسس الأسرة التاسعة بأنه كان إنسانا قاسيًا فقد قواه العقلية في نهاية حياته و التهمه التمساح و لكن لا توجد أدلة مادية على ذلك سوى ما ورد عند مانيتون .
و لكن يمكن القول عن خيتي الأول أنه كان قويا بما يكفي و استطاع أن يقيم حكومة قوية في أهناسيا و لهذا تسمى الأسرتان التاسعة و العاشرة بالعصر الأهناسي .
و أصبح المعبود المحلي جري شف (حارسفيس) معبودا رسميا للأسرة و في تلك الفترة ظهر في الجنوب تحديداً في طيبة ملوك أقوياء أطلق عليهم (الأناتفة أو المناحتة) و قد ظهر في بداية الأسرة التاسعة ملك في طيبة يدعى (واح عنخ) و هو أنتف الأول و لكن على ما يبدو أنه اعترف نوعا ما بسيادة ملك أهناسيا على البلاد لذا أصبحت هذه الأسرة الطيبية موالية للأسرة التاسعة في بداية الأمر قبل أن يحدث ذلك الصراع بينهما و بداية ذلك الصراع حينما حاول البيت الأهناسي التدخل في شئون حكام طيبة و كان كل واحد منهم يحاول أن يثبت أقدامه في ممتلكات الآخر و شيئًا فشيئًا تحول ذلك الصراع الطويل و لفترة طويلة ظل الموقف ينتابه الكثير من الغموض منن الانتصارات و الهزائم بالتتابع من كلا الطرفين ، ولقد حكم أنتف الأول حوالي 50 عامًا .
و أثناء حكم خيتي الثالث أو الرابع ثار ملك الجنوب على ملك أهناسيا و دار الصراع الطويل بينهما و لكن قبل ذلك كان يوجد إلى جانب كل من الإهناسيين و الطيبيين بعض الموالين لكل منهما من بعض الأقاليم .
فكانت (أسيوط و أرمنت) مواليتين لأهناسيا
و كانت ( قفط ، دندرة) مواليتين لطيبة



























المحاضرة الخامسة (تكملة الرابعة)

و لقد اانضم إلى ذلك الصراع (عنخ تيفي) نخت أي المنتصر هو حاكم إقليم المعلا الذي يقع ما بين الأقصر و إسنا و كان مواليًا لأهناسيا وكان حاكمًا عسكريًا يشهد له بالقوة و الحزم و اتخذ عدة ألقاب عسكرية كانت تنص على أنه المتحدث باسم الجيش و كذلك نسب نفسه إلى فرقة (الجامو) و هي فرقة من الجنود الشجعان الأقوياء و التي تمثل قوات شباب الأقاليم الثلاثة الأولى و هي (أسوان ، إدفو ، المعلا) و لقد عمل عنخ تيفي على ضم بعض الأقاليم الجنوبية من أشهرها إقليم إدفو الذي كان به العديد من المنازعات مما يسر له عملية الضم و قد كانت منطقة ذات موارد اقتصادية كبيرة و ذلك بسبب وجوده بالقرب ممن روافد النيل كما كان له أهمية دينية كبيرة ترجع إلى أوزير و إيزيس و قد اتجه في البداية كصانع للسلام و قام بالتخلص من كل النزاعات و قام بطرد ملك إدفو و نجح في السيطرة على ذلك الإقليم الهام ثم قام أيضًا بالاستيلاء على الإقليم الأول (أسوان) و بذلك سيطر على الأقاليم الثلاثة أما الإقليم الرابع فكان يتكون من (طيبة ، أرمنت ، الطور ، الجبلين) و كانت طيبة تمثل نقطة العداء لأهناسيا و من والاها و كانت أرض أرمنت و الجبلين موالين لعنخ تيفي أما إقليم (قفط) و هو أقوى الأقاليم الجنوبية فكان حليفاً لطيبة و السبب في ذلك أنه بعد أن حكم ملوك أهناسيا قاموا بإلغاء الامتيازات الخاصة بالإقليم مما كان له السبب في انضمام قفط إلى طيبة .
و سبب انضمام عنخ تيفي إلى حلف ملك أهناسيا على الأرجح أنه كانت له عدة مطامع شخصية و ذلك عن طريق السيطرة على الأقاليم التي تحت يديه .
و كانت بداية تلك الحرب في منطقة أرمنت على الأرجح حيث قامت قوات طيبة و من حالفها بمهاجمة قلاع أرمنت فقام قائد الجيش بإرسال رسالة إلى عنخ تيفي يستنجد به أن التحالف الطيبي القفطي قد استولى على قلاع أرمنت فقام عنخ تيفي على الفور بإرسال جيش من قوات الجامو ثم اتجه إلى أرمنت و استطاع التغلب على قوات طيبة .
و المعركة الثانية كانت عندما قام عنخ تيفي بمهاجمة الإقليم الطيبي نفسه حيث أعد عنخ جيشه و قام بالذهاب إلى مشارف طيبة عن طريق أسطول نهري قيل عنه أنه امتد من المعلا حتى طيبة و قام باستعراض قوته بالقرب من طيبة نفسها حتى أنه كتب على جدران مقبرته بالمعلا أنه استعرض قوته لدرجة أنه لم يخرج أحد من الطيبيين لملاقاته خوفًا منه و لقب نفسه بالمنتصر .
و ذكر أيضًا أنه قد تعرضت الأقاليم الجنوبية للمجاعات و أنه قام بإمداد معظم الأقاليم بالجنوب و لم يذكر الإقليم الطيبي و ذلك دليل على أنه لم يستولِ على طيبة و لم يسيطر عليها سيطرة كاملة و أنه بعد ذلك الاستعراض بقواته رجع إلى إقليمه و دون نصرًا كاملا و ظلت طيبة غير خاضعة له و سنرى فيما بعد أنها تحركت لتوحيد البلاد مرة أخرى .
و كذلك وُجِد في نصوص مقبرته بالمعلا أنه قام بتمجيد نفسه حتى وصل إلى درجة التقديس له من قبل أهل إقليمه و ظهر في ذلك العصر الفن الإقليمي حيث تحولت من الفن الطيبي و صار داخل كل إقليم على حدا و ظهرت النماذج المصغرة مثل ماكيت (نكت رع) .
أما عن الأدب فرغم قساوة الظروف ازدهر الأدب كثيرًا و ذلك مثل نصائح الملك خيتي الثالث لابنه مريكارع و قصة القروي الفصيح .





المحاضرة السادسة
التوسع الطيبي :
بعد أن قام الأهناسيون بمهاجمة طيبة نفسها و ذلك عن طريق قوات عنخ تيفي رأى البيت الطيبي أنه لابد لذلك الصراع من أن يحسم و أصر على حسمه لصالح ذلك البيت و عمل في البداية على تجميع شتات الجنوب و كان ذلك على مراحل .
• المرحلة الأولى : و فيها تم ضم الأقاليم الثلاثة الأولى إلى إقليم طيبة و شمل ذلك (أسوان ، إدفو ، المعلا)
• المرحلة الثانية : و قام فيها بضم أربع أقاليم أخرى من الجنوب أيضًا و بذلك صار العدد سبعة أقاليم تحت سيادة البيت الطيبي . أما بالنسبة للبيت الأهناسي هو وحلفاؤه فلم يستطيعوا أن يواجهوا قوة الطيبيين و سقطوا إقليمًا تلو الآخر و الدليل على ذلك لوحة (خيتي) التي ذكرت سيطرة الطيبيين على الأقاليم السبع الجنوبية .
• المرحلة الثالثة : قام الملك أنتف الثاني بالسيطرة على ثلاثة أقاليم أخرى حتى وصل إلى الإقليم العاشر و هو إقليم (وج) حتى وصل إلى مشارف أبيدوس بالقرب من تيني و قيل أنه استولى عليها تيفي قبل مماته .
• المرحلة الرابعة : و تلك المرحلة التي قام بها الأهناسيون بمحاربة الطيبيين عند إقليم (متني) و هزيمتهم بعد أن قام الملك خيتي الثالث أو الرابع بإرسال حاكم أسيوط الموالي لملك أهناسيا و كان اسمه (تف إيب) إلى أبيدوس و لقد قام بالاستيلاء على أبيدوس و السيطرة عليها و قامم جنوده بنبش القبور في جبانة أبيدوس المقدسة مما كان له عظيم الأثر في نفوس الطيبيين بعد ذلك .
و قد استاء الملك خيتي الثالث ممن هذا الأمر كثيرًا حتى أنه ذكر في تعاليمه لابنه (مريكارع) أن تلك الحرب لم تكن عادلة و أن الجيش ارتكب أعمالا في غاية الفظاعة بارتكابه هذا الجرم و هو نبش القبور المقدسة .
الحرب الثانية في منطقة تيني :
قام الجيش الطيبي بعد هزيمته في تيني و الاستيلاء على أبيدوس بالتحرك صوب تيني و قام بهزيمة الأهناسيين هزيمة منكرة و السيطرة مرة أخرى على أبيدوس .
و من أهم تلك المصادر التي تحدثت عن هزيمة الهناسيين في هذه الحرب هي لوحة جاري و كذلك لوحة جمي . و بعد ذلك ذكر خيتي الثالث في تعاليمه أن سبب الحرب هوو الاعتداء من قبل ملك أهناسيا و أنه ليس من العدل متابعة تلك الحرب و انتهت بعقد هدنة في إشارة إلى أن كلا الملكين قد سئما الحرب و أصبح هناك نوع من الاحترام المتبادل .
و تم ذلك في عهد خيتي الثالث ملك أهناسيا و أنتف الثالث ملك طيبة و الأرجح أن من أسباب تلك الهدنة :
1) وجود مجاعات في مصر العليا و كذلك نقص الفيضان إلى جانب تلك الحروب التي أدت إلى إهمال الزراعة .
و بعد فترة ليست بالقليلة تم خرق الهدنة و تجددت الحرب مرة أخرى حتى جاء الملك (منتوحتب الثاني ، نب حتب رع) الذي حكم ما يقرب من 51 عاما و يعد من أهم و أقوى ملوك الأسرة الحادية عشرة و قد اعتبر هو المؤسس الحقيقي لها حيث يرجع إليه الفضل في توحيد البلاد مرة أخرى .
حروبه : قام في البداية بمحاربة (تف إيبي) حاكم أسيوط و قد قام بإرسال حملة كبيرة إليه و قام بالانتصار عليه و الاستيلاء على إقليمه ثم بعد ذلك ذهب إلى الأشمونيين و استطاع التغلب عليهم و هزيمة ملكهم الذي فر هاربًا إلى الواحات .
و التاريخ قديما يكتب أن الأشمونيين كانوا يعدون من أقوى الخصوم و أنه من قام بجعلهم في صفه فإنه بذلك أصبح له ركيزة قوية يرتكز عليها في أعماله العسكرية ثم بعد ذلك قام بحصار أهناسيا نفسها و قام بالاستيلاء عليها و من ثم قام بعدها بالاستيلاء على منف العاصمة القديمة و بذلك تم له توحيد البلاد مرة أخرى و كان ذلك في العام التاسع من حكمه .
و لقد ذكر في معبد الرمسيوم في طيبة على أحد الجدران لوحة ذكر فيها ثلاث موحدين (نعرمر ، منتوحتب نب حتب رع ، أحمس)
علاقة منتوحتب الثاني مع باقي الأقاليم :
قام بتثبيت من كان مواليا له في إقليمه أما من كان عدوا له أمثال حاكم أسيوط فقد قام بإقصائه و جعل في مكانه حاكمًا من طيبة حتى يضمن ولاء ذلك الإقليم الهام .
قام بإرجاع منصب حامل الأختام الملكية و أعاد أيضًا منصب الوزير إلى سابق عهده في الدولة القديمة و أنشأ منصب جديد و هو حاكم الشمال و أقام معبده بالدير البحري و كان في غاية الروعة و يتوسطه هرم من الحجر الجيري الأبيض و يقوم على قاعدة صخرية يصل إليها عن طريق صاعد و نصل إلى حجرة الدفن عن طريق حجرة بين الهرم و الجبل و قد شيد بالقرب من ذلك المعبد ستة مقابر لزوجاته و كانت مقبرته تحمل اسم (آخ سوت) أي الأماكن النافعة أو المفيدة .

بالإضافة إلى المعبد الجنائزي و لا تزال بقاياه موجودة حتى الآن إلى الجنوب من معبد حتشبسوت .

نسبه : أمه (كان إعح) أي القمر و كانت من النسل الملكي الذي يرجع إلى الأناتفة .
زوجاته : (نفرو) و هي الزوجة الرئيسية و لكنها لم تنجب له أبناء ربما لأنها ماتت مبكرًا في عهده و قدست و دفنت بالدير البحري
الملكة (تم) زوجته الثانية و أم الملك (منوحتب الثالث)
سياسته الخارجية : أرسل حملة إلى النوبة بقيادة وزيره (خيتي) و أعاد السيادة عليها و يوجد منظر شط الرجال و هو يدل على ذلك في العام (41) من حكمه .
و كان لخيتي مكانة كبيرة عن الملك .
الآسيويون قام بإرسال حملة إلى شرق الدلتا و طاردهم حتى أخرجهم من سيناء ,
و أيضا أرسل حملة إلى غرب الدلتا و قام بطرد الليبيين من مصر و قام بإرسال حملة إلى الصحراء الغربية لمعاقبة الحكام المعارضين له .